12-الاستخارة
الاستخارة لغةً:
الاسْتِخَارَةُ: مَصْدَرُ اسْتَخَارَ. وَهِي مِنْ مَادَّةِ(خَ يَ رَ) الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الْعَطْفِ وَالْمَيْلِ، فَالْخَيْرُ خِلاَفُ الشَرِّ، لأَنَّ كُلَّ أحَدٍ يَمِيلُ إِلَيْهِ وَيَعْطِفُ عَلَى صَاحِبِهِ، والخِيَرَةُ: الْخِيَارُ، وَالاسْتِخَارَةُ أَنْ تَسْألَ خَيْرَ الأَمْرَيْنِ لَكَ، وَتَدُلُّ الاسْتِخَارَةُ أَيْضًا عَلَى الاسْتِعْطَافِ، وَالأَصْلُ فِي ذَلِكَ اسْتِخَارَةُ الضَّبُعِ، وَهُوَ أَنْ تَجْعَلَ خَشَبَةً فِي ثُقْبَةِ بَيْتِهَا حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَتِ الاسْتِخَارَةُ فِي طَلَبِ الخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ وَهُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنْهُ. وَتَقُولُ: خَارَ اللهُ لَكَ: أَيْ أَعْطَاكَ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ، وَجَعَلَ لَكَ فِيهِ الخِيَرَةَ، وَخَارَ اللهُ لَهُ: أَعْطَاهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ.
وَاسْتَخَارَ اللهَ: طَلَبَ مِنْهُ الْخِيَرةَ، وَخَيَّرتُهُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ: أيْ فَوَّضْتُ إِلَيْهِ الْخِيَارَ .
وَيُقَالُ: اسْتَخِرِ اللهَ يَخِرْ لَكَ، وَاللهُ يَخِيرُ للعَبْدِ إذَا اسْتَخَارَهُ .
وَأَمَّا قَوْلُكَ: اسْتَخَارَ الْمَنْزِلَ: أَيِ اسْتَنْظَفَهُ، وَاسْتَخَارَ الرَّجُلَ: أَيْ اسْتَعْطَفَهُ وَدَعَاهُ إِلَيْهِ، وَفِي الْحَدِيثِ:الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَالَمْ يَتَفَرَّقَا، الْخِيَارُ الاسْمُ مِنَ الاخْتِيَارِ وَهُوَ طَلَبُ خَيْرِ الأَمْرَيْنِ: إِمَّا إِمْضَاءُ الْبَيْعِ أَوْ فَسْخُهُ، أَمَّا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم [تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ] فَمَعْنَاهُ اطْلُبُوا مَا هُوَ خَيْرُ الْمَنَاكِحِ وَأَزْكَاهَا(1).
__________
(1) لسان العرب (3/80)، الصحاح (2/1-2)، والمختار منه (5)،و فتح الباري (1/3)، ومقاييس اللغة لأحمد بن فارس (2/2).